أمر غير مفهوم هذا الذي يحدث.. أشياء تتراكم مثل ذرّات الغبار.. تتشكل مع مرور السنين فتصبح عادات سيئة لا يستطيع الناس الفكاك منها.. ولو سألت أحدا عنها، لقال لك: الناس يفعلون ذلك!
تعالوا معا اليوم لنبحث عن إجابة مقنعة لهذا السؤال: لماذا ترتبط الزواجات لدينا بالإجازات؟
اعتادت أغلب الأسر أن تقيم حفلات الزواج خلال الإجازة الصيفية.. حيث تنطلق مواسم الزواجات مع أول يوم في الإجازة.. فلا تجد يوما واحدا دون زواج.. بل أحيانا تجد زواجين -قبل سنتين تصادف أن دُعيت لثلاثة زواجات في ليلة واحدة- وما إن تنتهي إجازة الصيف حتى يعلن عن إنتهاء موسم الزواجات.. وموعدنا الإجازة القادمة، ونحيطكم علماً أيها الأقارب والأصدقاء بأن قصور الإحتفالات تم حجزها من الآن، يعني: ماكو فكّة!
اسألوا أنفسكم مرة أخرى: ما الفرق بين أيام الإجازات وبقية أيام السنة؟
معاناة كبيرة لدى الناس تبدأ مع بداية الإجازات.. فلا يستطيع أحد أن يسافر بإرتياح خلال هذه الإجازة.. لأن زواج ابن أخيه في أول الإجازة.. وزواج عمه بعد ذلك بأسبوع.. وبعد عشرة أيام زواج بنت أخوه.. وبعد أسبوعين زواج صديقه.. وفي منتصف الإجازة زواج ابن عمه.. وقبل نهايتها بأسبوع زواج أخو المدام وفي آخر يوم من الإجازة زواج ابن خالته، وهكذا!
تتكدس حفلات الزواج وراء بعضها فتفقد نكهتها، وجمالها.. فتتحول من مناسبات فرح وبهجة إلى أداء واجب، وتسجيل حضور.. يصبح المعازيم كالمعلمين في الأسبوع الأخير من العام الدراسي، تسجيل حضور وإنصراف.. دون أي قيمة تذكر لهذا الحضور!
الخلاصة: يفترض أن تبقى الإجازات للراحة.. للسفر.. للإستمتاع.. لل[ستجمام.. لزيارة الأقارب.. لصلة الرحم.. للسياحة.. وليس للإرتباطات المتتالية.. اسألوا أنفسكم مرة ثالثة: ما المشكلة حينما يتقدم العريس بإجازة خاصة من عمله، ويكون زواجه أثناء السنة، بعيدا عن إجازاتنا؟
بقلم: صالح الشيحي.
المصدر: مركز واعي للإستشارات الإجتماعية.